كل يوم تُكتَب آلاف القصص على صفحات السماء، ملايين الأرواح المعلقة فوق الغيوم، يتشارك الفقير المُعدَم مع الغني المُنعَّم ذات المَرْكَب، لكن محطاتهم مختلفة!
يتحرك العالم إلى العالم، وتتباعد أطرافه في نفس اللحظة!
«الطيران».. عالم الحكايات التي لم تُكتَب، والغابات التي لم تُحطَب، أتمنى دائماً لو أستطيع أن أكتب عن هذا العالم كما لم يكتب أحد!
عن الطائرات التي تعبر المحيط في الغسق متجهة إلى الشرق البعيد وسط العتمة الغائرة وهدير المحركات، عن الأحلام العائمة بين السماء والموج، عن الحيوات القصيرة التي بعمر ساعات، تموت لتولد من جديد في تناسخ عجيب للدروب والوجوه والوجهات!
عن معارك الطيارين الصغيرة حول القرار الأفضل لمناورة سُحبٍ لا تكف عن اللمعان في الفراغ السحيق!
عن الرؤوس المتمايلة على المقاعد المتلاصقة لا تعبأ بمركبتها التي تصارع تيارات الهواء، عن إضاءات المدارج تشق الضباب لتصافح أعين (الكباتنة) الباحثين عن هبوطٍ آمن!
عن صباحات المطارات الغافية؛ تدبّ فيها حركة بطيئة مغمورة بالثلج والمطر، ثم تستحيل بعد ساعات لمدن تعج بالسالكين.
عن صفوف الواصلين؛ يسحبون نعاسهم وحقائبهم لزحامٍ جديد وعبور جديد!
عن سيور العفش تدور بالأمتعة الملونة المحشوّة أسراراً وذكريات، تجتمع لتفترق، تتخاطفها الأيدي لتودعها خزائن الزمن.
عن تراتيل إعلانات السفر المرصعة بأسماء المدن وأرقام الرحلات والبوابات السحريّة التي تُفضي لعوالم تسكن الخيال، تلال معشبة ومقاهٍ تسترخي على أكتاف الأنهار وتنام في أحضان الجبال!
عن «المراقب الجوي» في مركز هاليفاكس الكندي على أطراف المحيط وضفاف الليل، يفرز أصوات الطيارين القادمة عبر الأثير ويفتقد صوت حبيبته!
عن كل المراقبين الجويين في العالم؛ تختلط موجات الراديو بنبضات قلوبهم على مدار اللحظة، وترسم أصواتهم دروب الفضاء.
عن كلّ الطيّارين في العالم؛ يذرعون طرقات الجو ليلاً ونهاراً حاملين كلّ هذه الحياة التي تنبت فيها الأحلام وتنمو فيها الذكريات.
عن عوالم تتشكّل ثم تتلاشى مثلما تتشكل السحب ثم تذوب في طيّات الثرى.
عن تاريخ من التقدم والإتقان والأنظمة التي بُنيت فقرة فقرة من المآسي والحطام لتكون بعد الله ضماناً للسلامة وحصانة ضد الأخطاء.
عن المرارات الطويلة والروايات التي لم تُكتب والأحلام التي تبخّرت والمسافرين الذين لم يصلوا والطائرات التي لم تهبط.. ولن تهبط!
يتحرك العالم إلى العالم، وتتباعد أطرافه في نفس اللحظة!
«الطيران».. عالم الحكايات التي لم تُكتَب، والغابات التي لم تُحطَب، أتمنى دائماً لو أستطيع أن أكتب عن هذا العالم كما لم يكتب أحد!
عن الطائرات التي تعبر المحيط في الغسق متجهة إلى الشرق البعيد وسط العتمة الغائرة وهدير المحركات، عن الأحلام العائمة بين السماء والموج، عن الحيوات القصيرة التي بعمر ساعات، تموت لتولد من جديد في تناسخ عجيب للدروب والوجوه والوجهات!
عن معارك الطيارين الصغيرة حول القرار الأفضل لمناورة سُحبٍ لا تكف عن اللمعان في الفراغ السحيق!
عن الرؤوس المتمايلة على المقاعد المتلاصقة لا تعبأ بمركبتها التي تصارع تيارات الهواء، عن إضاءات المدارج تشق الضباب لتصافح أعين (الكباتنة) الباحثين عن هبوطٍ آمن!
عن صباحات المطارات الغافية؛ تدبّ فيها حركة بطيئة مغمورة بالثلج والمطر، ثم تستحيل بعد ساعات لمدن تعج بالسالكين.
عن صفوف الواصلين؛ يسحبون نعاسهم وحقائبهم لزحامٍ جديد وعبور جديد!
عن سيور العفش تدور بالأمتعة الملونة المحشوّة أسراراً وذكريات، تجتمع لتفترق، تتخاطفها الأيدي لتودعها خزائن الزمن.
عن تراتيل إعلانات السفر المرصعة بأسماء المدن وأرقام الرحلات والبوابات السحريّة التي تُفضي لعوالم تسكن الخيال، تلال معشبة ومقاهٍ تسترخي على أكتاف الأنهار وتنام في أحضان الجبال!
عن «المراقب الجوي» في مركز هاليفاكس الكندي على أطراف المحيط وضفاف الليل، يفرز أصوات الطيارين القادمة عبر الأثير ويفتقد صوت حبيبته!
عن كل المراقبين الجويين في العالم؛ تختلط موجات الراديو بنبضات قلوبهم على مدار اللحظة، وترسم أصواتهم دروب الفضاء.
عن كلّ الطيّارين في العالم؛ يذرعون طرقات الجو ليلاً ونهاراً حاملين كلّ هذه الحياة التي تنبت فيها الأحلام وتنمو فيها الذكريات.
عن عوالم تتشكّل ثم تتلاشى مثلما تتشكل السحب ثم تذوب في طيّات الثرى.
عن تاريخ من التقدم والإتقان والأنظمة التي بُنيت فقرة فقرة من المآسي والحطام لتكون بعد الله ضماناً للسلامة وحصانة ضد الأخطاء.
عن المرارات الطويلة والروايات التي لم تُكتب والأحلام التي تبخّرت والمسافرين الذين لم يصلوا والطائرات التي لم تهبط.. ولن تهبط!